(The Many Benefits of Continuity of Care) الفوائد العديدة المترتبة على عملية استمرارية الرعاية للرضع والأطفال الصغار والعائلات والموظفين العاملين في مجال تقديم الرعاية
You are here
تُعد البيئات التي تحيط بالرضع والأطفال الصغار، والعلاقات التي يكونونها، والأنشطة التي يشاركون فيها قبل عمر 3 سنوات - سواء داخل المنزل أو خارجه - عاملاً أساسيًا لتحقيق نتائج صحية وإيجابية في النمو والتطور والتعلم من شأنها أن تدوم مدى الحياة (شونكوف وفيليبس 2000). أدت زيادة الطلب على خدمات رعاية الأطفال الرضع والفطم إلى تركيز طاقة المعلمين والعلماء وواضعي السياسات في مجال الطفولة المبكرة على مواجهة التحديات المتمثلة في كيفية تعزيز وإثراء الرعاية والتعليم المقدمين خارج المنزل أو في أماكن الرعاية الجماعية.
برزت استمرارية الرعاية (COC) باعتبارها إحدى الممارسات الموصى بها بشدة لرعاية وتعليم الرضع والأطفال الصغار، وقد تم التصديق عليها من قِبَل الجمعية الوطنية لتعليم الأطفال الصغار ومنظمة Zero to Three وبرنامج رعاية الرضع / الفطم ومؤسسة National Head Start Association ومنظمة Ounce of Prevention Fund، وغيرها من المنظمات الأخرى (مكمولن 2017). في عملية استمرارية الرعاية، يتم وضع الأطفال وفريق الرعاية التابع لهم معًا في مجموعة متجانسة من مقدمي الرعاية والأقران المألوفين على مدار فترة زمنية طويلة - تصل إلى سنتين أو ثلاث سنوات. تستند عملية استمرارية الرعاية إلى حد كبير إلى الأبحاث الملحقة التي تثبت أن الرضع والأطفال الصغار يكبرون بسرعة وتتطور قدراتهم إذا كانت لديهم علاقات آمنة مع عدد صغير من الكبار الين يلعبون دورًا رئيسيًا في حياة الطفل، وأن العلاقات الآمنة تستغرق وقتًا طويلاً لإقامتها، وأن هذه العلاقات الوطيدة تكون هي الأفضل على الإطلاق إذا كانت طويلة الأمد (بيرنهاردت 2000؛ سروف 2005؛ لالي و مانجيون 2009؛ رايكس وإدواردز 2009؛ إلفر، جولدشميد، وسيليك 2012).
ظهر نموذجان شائعان لتحقيق استمرارية الرعاية: الفصول الدراسية لنفس المجموعة العمرية، والفصول الدراسية مختلفة الأعمار. في نموذج الفصول الدراسية لنفس المجموعة العمرية، يبدأ مقدمو الرعاية العمل مع مجموعة من الأطفال الرضع الصغار جدًا ويبقون معهم حتى يبلغوا سنة، وسنتين، وإلى أن يصلوا إلى ثلاث سنوات. بعد ذلك، "يكرر" فريق تقديم الرعاية الدورة مرة أخرى حيث يبدأ بمجموعة جديدة من الأطفال الرضع، وبذلك تبدأ دورة ثلاث سنوات جديدة. في نماذج الفصول الدراسة مختلفة الأعمار (أو مختلطة الأعمار والقدرات) الخاصة باستمرارية الرعاية، يظل الأطفال الرضع والأطفال الذين يبلغون من العمر عامًا، والأطفال الذين يبلغون من العمر عامين معًا مع نفس طاقم تقديم الرعاية؛ ويتم نقل الأطفال إلى مرحلة ما قبل المدرسة بعد بلوغ سن الثالثة، ويتم استبدالهم بأطفال رضع جدد ينضمون إلى المجموعة.
فوائد استمرارية الرعاية
في دراسة حديثة، وجدت أنا وزملائي الباحثين أن تنفيذ عملية استمرارية الرعاية بنجاح يعود بفوائد متعددة على الأطفال والعائلات وموظفي تقديم الرعاية (مكمولن وآخرون. 2015). كما ورد في تقرير مكمولن (2017) فإن استمرارية الرعاية تعمل على ما يلي:
- تعميق معرفة المعلم بكل طفل على حدة. يستفيد مقدمو الرعاية من الفترات الزمنية الطويلة في تعميق فهمهم لكل طفل وكل أسرة، الأمر الذي يسهل تقديم الرعاية بشكل فردي.
- تعزيز فهم المعلم لتطور الطفل. يعد العمل مع الأطفال طوال فترة الرضاعة والطفولة من الأمور المفيدة لمقدمي الرعاية، الذين يريدون الإلمام الكامل بمراحل نمو الطفل وتطوره وتعلمه خلال السنوات الثلاث الأولى.
- تخفيف الضغوط. تستفيد العائلات ومقدمو الرعاية (مكمولن وآخرون. 2015)، والأطفال (كراير وآخرون. 2005) من تخفيف الضغوط، إذ إنهم ليسوا بحاجة إلى تجربة عمليات التنقل المتعددة وحالات التوقف المتكررة وإصلاح العلاقات التي تحدث على مدى السنوات الثلاث الأولى في الرعاية غير المستمرة.
- تجعل التقدم النمائي للأطفال أكثر سلاسة. تعود الرعاية المستمرة بالنفع على الأطفال إذ تساعدهم على إحراز تقدم نمائي أكثر سلاسة وثباتًا كما تقل فرصة حدوث انتكاسات سلوكية أو نمائية، والتي يُقال إنها أكثر شيوعًا في الرعاية غير المستمرة.
- تسهل على الأطفال عملية تكوين علاقات آمنة. تعود الرعاية المستمرة بالنفع على الرضع والأطفال الصغار، إذ تساعدهم على إقامة علاقات وطيدة وأكثر أمانًا مع الأشخاص الذين يقدمون الرعاية لهم، طالما أنهم معًا لمدة لا تقل عن 12 شهرًا (رايكس 1993).
- تعزز العلاقة بين الأسر ومقدمي الرعاية. يستفيد جميع الأطراف حيث تسهل الرعاية المستمرة عملية إقامة علاقات قوية ودائمة بين الأسر وموظفي تقديم الرعاية.
- تخلق جوًا يشبه الجو الأسري.تنشأ علاقات قوية مترابطة بمرور الوقت بين الأسر وموظفي تقديم الرعاية، مما يجعلهم يشعرون بنفس المشاعر التي يشعرون بها وهم مع أصدقائهم المقربين وأفراد أسرهم.
- تمكين الأسر. ثبُت أن آباء وأمهات الأطفال الملتحقين بأماكن تقديم الرعاية المستمرة قد أصبحوا مناصرين أقوياء لأطفالهم، الأمر الذي يؤدي إلى تمكين هؤلاء الأطفال تمكينًا يستمر معهم طوال فترة الدراسة الرسمية.
- تشجيع مقدمي الرعاية على مراعاة مشاعر الأطفال. تبين أن موظفي الرعاية يراعون مشاعر الأطفال وظروفهم بشكل كبير - وهي فائدة واضحة للرضع والفطم خلال فترة رعايتهم (روبريخت وإليكر وتشوي 2015).
- تحسين سلوكيات الأطفال. يتواجد موظفو الرعاية في أماكن تقديم الرعاية المستمرة للأطفال الرضع والفطم للحد من المخاوف السلوكية في الأطفال بحيث تصبح أقل من المخاوف التي توجد في غرف الرعاية غير المستمرة - وهذا يعود بالنفع على جميع المشاركين (روبريخت وإليكر وتشوي 2015).
- تيسير الانتقال إلى مرحلة ما قبل المدرسة. يستفيد الأطفال والأسر ومعلمو مرحلة ما قبل المدرسة من استمرارية الرعاية، إذ يصبح لدى الأطفال القدرة على "بدء مرحلة جديدة بحماس وشغف"، لأنهم يفهمون بالفعل كيفية التكيف مع بيئة جديدة وتكوين صداقات.
كلمة أخيرة
في مقال سابق، خلصت إلى أن "استمرارية الرعاية تضفي المزيد من التطور على الأماكن المتميزة بالفعل" (مكمولن 2017 ، 49). أعتقد أنه لكي تنجح عملية استمرارية الرعاية، لا بد أن توضع عناصر الجودة الأخرى موضع التنفيذ: تحديد النسب المناسبة والحد من عدد أفراد المجموعات والالتزام بتوفير بيئة صحية وآمنة وتوفير موظفين مهنيين ثابتين ووضع فلسفة وبرنامج يتبعهما الجميع، وتوفير قيادة قوية وداعمة (أكرمان 2008 ونوريس 2010 وجاريتي ولونجستريث و الواشمي 2016).
Mary Benson McMullen, PhD, is professor of early childhood education at Indiana University (IU), where she has been on faculty since 1993. She received a BS from Michigan State University and earned MS and PhD degrees in child development from Florida State University. During and after her graduate education, she worked as a teacher of infants, toddlers, and preschoolers and then as an early childhood program director before accepting her position at IU. At IU, she teaches courses to preservice and in-service early childhood teaching professionals, as well as to doctoral students who plan to become early childhood teacher education scholars. She has published dozens of articles for both research and teaching journals, as well as numerous book chapters.