فجوة الكلمات: السنوات الأولى تصنع الفرق (The Word Gap: The Early Years Make the Difference)
You are here
ترتبط مھارات الأطفال في اكتساب المفردات بخلفیاتھم الاقتصادیة. ففي سن الثالثة من عمر الأطفال، وجد أن ھناك فجوة في عدد الكلمات بین أطفال الأسر الأكثر ثراء، وأطفال الأسر الأشد فقراً، ھذه الفجوة تقدر ب 30 ملیون كلمة. وتشیر دراسة حدیثة إلى أنّ فجوة المفردات تبدو واضحة بین الفطّم. ففي سن ال 18 شھراً، أظھر الأطفال في مجموعات اجتماعیة اقتصادیة (Ferland, Marchman & Weisleder 2013) مختلفة فروقات كبیرة في مفرداتھم. وبحلول السنة الثانیة، ازدادت الفروقات في تطور المفردات بشكل واضح
قامت الدراسة التي أجراھا باحثون في جامعة ستانفورد باختبار عملیات معالجة اللغة لدى الفطم في عمر 18 إلى 24 شھراً، حیث استخدم الباحثون الصور، والتعلیمات، واستجابة العین. جلس كل فطیم في حضن حاضنتھ، ثم تم عرض صورتین على الشاشة لشیئین مألوفین لدي الطفل (كانت الحاضنة تلبس نظارات شمسیة حتى لا یتأثر الطفل بإجابات الحاضنة على الأسئلة والصور). كان ھناك صوت مسجل ینطق أحد الشیئین بالاسم، ثم یستخدمھ في جملة مفیدة (مثل: انظري إلى كلبي الصغیر). قام الباحثون بتصویر حركات عین الطفل، متتبعین أي الصور كان ینظر إلیھا الطفل (المفردة)، وكم من الوقت استغرق ذلك بجزء من الثانیة (وقت المعالجة) یمكنكِ مشاھدة فیدیو لمدة دقیقتین لھذه الدراسة على ھذا الرابط على الیوتیوب
https://www.youtube.com/watch?v=7qESE2GeZxo
كان الأطفال ذوو الخلفيات الاقتصادية المرتفعة، ينظرون إلى الصور المحددة بسرعة أكبر، ويُمضون وقتاً أكبر وهم ينظرون إلى الصور الصحيحة. كان مستوى أداء الأطفال في عمر 24 شهراً من المجموعة ذات الوضع الاقتصادي المتدني، يساوي مستوى أداء الأطفال في سن 18 شهراً من المجموعة ذات الوضع الاقتصادي المرتفع، في كل من عاملي السرعة والدقة. كما ركّزت الدراسة على الطريقة التي يعالج بها الأطفال المفردات الجديدة. هنا، أيضاً، كان الأطفال الصغار الذين ينتمون لأسر ذات دخل منخفض متأخرين عن الأطفال الذين هم في عمرهم ممن ترعرعوا في ظروف أكثر ثراءً
.(Snow2013)
ترتبط هذه المعلومات الجديدة بما اكتشفه الباحثون سابقاً. فقد حددت دراسة هارت ورايزلي التاريخية التي أجريت في عام 1995 " فروقات ملحوظة" في خبرات المفردات المبكرة للأطفال الصغار. فقد وصفت الباحثة والمؤلفة بيتي هارت نتائج ملاحظاتها بقولها: " ببساطة، بالنسبة للكلمات المسموعة، وجد أن الطفل العادي الذي يعيش على برنامج الدعم الاجتماعي لديه نصف الخبرات (616 كلمة في الساعة) الموجودة لدى الطفل العادي الذي ينتمي للطبقة العاملة (1251 كلمة في الساعة)، وأقل من ثلث مفردات الطفل العادي الذي ينتمي لأسرة مهنية. (2153 كلمة في الساعة)". (Hart & Risely 2003, 8) يعتبر هذا في غاية الأهمية، لأن تطور المفردات خلال سنوات ما قبل المدرسة، يرتبط في وقت لاحق، بمهارات القراءة، والنجاح في المدرسة بشكل عام
ماذا یعني لكِ ھذا؟
إنّ التخلص من ھذا التفاوت (عدم المساواة) سیتطلب تدخلات مبكرة، تتناول المشكلة تناولاً مباشراً. تستطیع معلمات مرحلة ما قبل المدرسة البناء على ما یعرفھ الأطفال فعلاً، والاستجابة لاھتماماتھم من أجل تقدیم كلمات جدیدة وتعزیزھا. وإلیك بعض الأمور التي یمكن القیام بھا لمساعدة أطفال ما قبل المدرسة على بناء مفرداتھم:
-
استخدام مفردات جدیدة وممتعة أثناء الحدیث العادي مع الأطفال. جرّبي ھذا معھم أثناء تناول الوجبات، أوعندما تقدیمین دمیة أو مادة جدیدة. تقدیم كلمة جدیدة في سیاق، یساعد الأطفال على معرفة معنى الكلمة. على سبیل المثال، من السھل على الأطفال تعلم ما تعنیھ كلمة "قیثارة" عندما یستطیعون مشاھدتھا وسماعھا، والاستماع إلیكِ وأنت تنطقین الكلمة.
-
استخدام الإیماءات وتعبیرات الوجھ، لمساعدة الأطفال على الإحساس بمعنى الكلمات الجدیدة. على سبیل المثال، عند تقدیم كلمة "مسرور"، ینبغي أن تبتسمي، وتلوّحي بذراعیك للتعبیر عن المعنى الذي تحملھ الكلمة.
-
الغناء مع الأطفال، وإلقاء أبیات من الشعر، والقوافي، لتقدیم الكلمات بطریقة مرحة.
-
التحدث مع الأطفال وتشجیعھم على التحدث مع بعضھم البعض، والإبقاء على استمراریة المحادثة، من خلال طرح الأسئلة، والتعلیقات، مع تشجیع الأطفال على التفكیر وتبادل الأفكار.
-
القراءة الیومیة للأطفال، مع أخذ الوقت اللازم للمرور على الكلمات الجدیدة، والبحث عن كتب فیھا رسوم توضیحیة تقدم مفاتیح لمعاني الكلمات.
-
التفكیر في كلمات جدیدة، قد تخطر على البال، عند القیام برحلة میدانیة كجزء من الخبرة. فعند القیام برحلة إلى معرض فني، یمكن تقدیم كلمة مثل " مشھد/ منظر طبیعي"، في حین لو كانت الرحلة إلى مطعم بیتزا، فعندئذ یمكن تقدیم كلمات مثل "عجن العجینة".
-
إعطاء الأطفال الوقت الكافي، لتعلّم معاني الكلمات الجدیدة واستخداماتھا، قبل الانتقال إلى كلمات أخرى.
-
مساعدة الأسر على فھم أھمیة التحدث مع أطفالھم، وتبادل الكلمات الجدیدة معھم. إرسال كلمات مقترحة للمنازل، تحفّز الأھل على بدء الحدیث مع الأطفال وفقاً لاھتمامات الأطفال، ومشاریع الفصول الدراسیة، وإدراج أسئلة المناقشة ضمن حُزَم تثقیف الأسرة، ونشر فیدیوھات تتضمن المحادثات بین المعلمات والأطفال.
- دعم المساواة. التأكد بأن جمیع الأطفال یحصلون على فرص متساویة في تعلم الكلمات الجدیدة، وفھم معانیھا، واستخداماتھا.
المراجع
Fernald, A., V.A. Marchman, & A. Weisleder. 2013. “SES Differences in Language Processing Skill and Vocabulary Are Evident at 18 Months.” Developmental Science 16 (2): 234–48.
Hart, B., & T.R. Risley. 1995. Meaningful Differences in the Everyday Experience of Young American Children. Baltimore: Brookes.
Hart, B., & T.R. Risley. 2003. “The Early Catastrophe: The 30 Million Word Gap by Age 3.” American Educator 27 (1): 4–9. www.aft.org/pdfs/americaneducator/spring2003/TheEarlyCatastrophe.pdf.
Snow, K. 2013. “New Research on Early Disparities: Focus on Vocabulary and Language Processing,” NAEYC (blog), October 29. www.naeyc.org/blogs/gclarke/2013/10/new-research-early-disparities-focusvocabulary-and-languageprocessing
المصادر
Too Small to Fail. Website. toosmall.org.
Rich, M. 2013. “Language-Gap Study Bolsters a Push for Pre-K.” New York Times, October 21. www.nytimes.com/2013/10/22/us/language-gap-studybolsters-a-push-for-pre-k.html.
White, R. 2013. “Language Gap Between Rich and Poor Evident in Toddlers.” Reporting on Health, Children's Health Matters, October 9. www.reportingonhealth.org/2013/10/08/language-gapbetweenrich-and-poor-evident-toddlers.
Laura J. Colker, EdD, is president of L.J. Colker & Associates, in Washington, DC. She is an author, a lecturer, and a trainer in early childhood education with 40 years of experience. [email protected]